الحال ، هذا ولم يطل العهد ولم يخلق منك الذكر. والسلام عليكما سلام مودع لا قال ، ولا سئم ، فإن انصرف فلا عن ملالة ، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.
ثم تمثل علي (ع) عند قبرها فقال :
ارى علل الدنيا علي كثيرة |
|
وصاحبها حتى الممات عليل |
لكل اجتماع من خليلين فرقة |
|
وكل الذي دون الممات قليل |
وان افتقادي فاطماً بعد احمد |
|
دليل على ان لا يدوم خليل |
وخشع الإمام عليهالسلام ، ولم يتمالك من البكاء وهو يسوي التراب ، ففاضت عبراته ، وأخذ ينفض يديه بحركة يائسة ، وكأنه قد فرغ من الدنيا بعد ما وارى تحت الثرى ، زوجته الحبيبة ، وشريكة حياته التي ملأت عليه دنياه ووقفت بجانبه تشده وتوآزره في السراء والضراء. كما كانت أمها « خديجة » تناضل وتكافح وتضحي في كل غال ورخيص مجاهدة مع الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم.