أبي سفيان الذي لم تعجبه نتيجة وقعة « الجمل » بل آلمه انتصار « علي ».
أليس معاوية بن أبي سفيان سليل البيت الاموي المعروف بعدائه للبيت الهاشمي من قديم الزمان.
أليست العداوة والبغضاء متأصلة يتوارثها الأبناء عن الآباء ؟
ولقد صدق من قال :
عبد شمس قد أضمرت لبني هاشم |
|
حرباً يشيب منها الوليد |
فابن حرب للمصطفى ، وابن هند |
|
لعلي ، وللحسين يزيد |
أجل لم يتمكن « معاوية » من كبح جماح أطماعه التوسعية ورأى بدهائه أن الفرصة مؤاتية لمحاربة « علي » إذن ليتخذ من مقتل الخليفة « عثمان » ذريعة للوقوف بوجه ( الإمام الحق ).
لم يتوانى عميد بني أمية عن اغتنام الفرصة ، فقام بالاتفاق مع عمرو بن العاص « الداهية الماكر » الذي باع دينه بدنياه كما هو معروف عند أكثر أهل التاريخ والسير.
جاء في كتاب ظلال الوحي (١). قال : إن الكثير من سلاطين المسلمين ساروا على جادة الانصاف ، بخلاف معاوية الذي أفرغ وسعه وعمل جهده في صنع الخديعة حتى يسلب الحق من أهله ، وهذا يعرف من إرساله خلف عمرو بن العاص ، وقد كان عمرو انحرف عن عثمان ، لانحرافه عنه وتوليته مصر غيره ،
__________________
(١) في ظلال الوحي : السيد علي فضل الله الحسني.