الزكاة عند محلها ، وحسن الوضوء ، فإنه لا صلاة إلا بطهور.
ولا تقبل صلاة ، من مانع زكاة ، واوصيك بغفر الذنب وكظم الغيظ ، وصلة الرحم ، والحلم عند الجهل ، والتفقه في الدين ، والتثبت في الأمر ، والتعاهد للقرآن وحسن الجوار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واجتناب الفواحش (١).
هذا بعض ما ذكره المؤرخون من وصية الإمام علي عليهالسلام لأولاده أو لولديه الحسن والحسين عليهماالسلام.
ان أمير المؤمنين الإمام علي يعلم حق العلم ان الحسن والحسين هما سيدا شباب أهل الجنة كما مر معنا مراراً عن لسان الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى هذا فلا يعقل أن يصدر من سيدي شباب أهل الجنة أي ذنب يخل بالسيادة ولكن أمير المؤمنين اراد من هذه الوصية وأمثالها ارساء قواعد الدين ومكارم الاخلاق للعالم اجمع وليسير على طبقها الخلف بعد السلف ليس غير ذلك وان ابناء علي عليهالسلام كما قال فيهم الشاعر :
مطهرون
نقيات ثيابهم |
|
تجري الصلاة عليهم اينما ذكروا |
جلجل الخطب ، ولبى الإمام عليهالسلام نداء ربه ، فارتجت الكوفة لهذا النبأ المروع ، نبأ وفاة امام الهدى « علي بن ابي طالب ».
رحل الإمام إلى جوار ربه ، وترك زينب تندب أباها البطل الهمام ، باكية متفجعة ، تتجرع الحسرات.
__________________
(١) تاريخ الطبري ـ ج ٥ ـ ص ١٤٧.