مشردون نفوا عن عقر دارهم |
|
|
|
كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر |
|
وسجل التاريخ على صفحاته ، موقف السيدة زينب الرائع المؤثر ، الذي تتجلى فيه العزة والإباء مع الاحزان ، والشجن الدامي والأسى العميق.
ومن ذا الذي لا يهزه موقف زينب ، وقد تذكرت امها الزهراء (ع) وما لاقته من المتاعب والمصاعب ، وكما قيل :
عرفت الليالي قبل ما صنعت بنا |
|
|
|
فلما دهتني لم تزدني بها علما |
|
أحن الى الكأس الذي شربت به |
|
|
|
وأهوى لمثواها التراب وما ضما |
|
وقد اختلف أهل التاريخ والسير ، فمنهم من قال : انها ذهبت الى مصر ، ولها مقام مقدس وعظيم يؤمه الناس.
ومنهم من قال : انها في الشام ومقامها ايضاً معروف هناك يقصده الزوار ، من جميع الأقطار. وهو القول المشهور.
وعلى كل حال سواء كان مثوى السيدة زينب عليهاالسلام في الشام ... أم في مصر ... فقد هيجت الاحساس ، وأوقدت نيران الثورة على أنظمة الظلم والطغيان وشلت عرش الأمويين المستبدين في وقت قصير.
لم تخب تلك الشعلة الملتهبة ، بل ظل كلامها يتجاوب صداه في ابواق التاريخ ، يرن في الآذان وهي تخاطب الطاغية يزيد بقولها :
« فوالله لا تمحو ذكرنا ... ولا تميت وحينا ... ولا تدرك أمدنا ... »