وعندما نتناول هذا الموضوع كبحث يجب ان نعالجه معالجة وافية سواء بدراسته في الازمنة القديمة ، أو في العصور الوسطى أو في العصر الحديث.
وإنني حريصة على ان تكون هذه المعالجة كاملة التفاصيل ، إلى حد ما بقدر ما يسمح به المجال.
إن أي كاتب أو باحث يقف حائراً ، حينما يريد ان يتناول هذا الموضوع فالدراسات عن المرأة مفتقرة إلى المصادر التاريخية.
ان المؤرخين سواء في البلاد العربية أو الإسلامية ، أو الشرقية أو الغربية ، لم يدونوا سوى تراجم الكتاب والرجال العظماء ، وسير الشعراء والأدباء ، ولم يعطوا العناية الكافية إلا لسرد حوادث الملوك والسلاطين والأبطال والأمراء. فتاريخنا الموجود بين أيدينا تاريخ أفراد لا تاريخ مجتمعات ، ولم يتعرضوا للمجتمعات حولهم ، اقتصادياً أو اجتماعياً أو فكرياً سعة وضيقاً ، إلا فيما يمس حياة هؤلاء الأفراد.
ولما لم تمثل المرأة إلا البعض من هؤلاء الأفراد ، ظلت منحصرة ضمن هذه المجتمعات التي أهمل الباحثون دراسة أحوالها ، وأهملت المرأة تبعاً لهذا الإهمال عبر العصور ، وكانت نسياً منسياً.
ذلك ان المجتمع في العصور القديمة وما يزال ، رغم تطور الحياة الفكرية لدى البشر ، لا ينظر اليها كعنصر فعال له اهميته في دفع عجلة التاريخ وله احترامه ، ومكانته ، بل ينظر اليها كانثى لها رقتها وجاذبيتها.
واني بذلت الجهد ، وحاولت ان أقدم إلى القراء الاعزاء لمحة موجزة عن تطور حياة المرأة في الزمن القديم ، والحديث ، ومدى تقدمها في ميدان الثقافة والفكر في ظل الإسلام وذلك بقدر ما يسمح به مجال هذه الصفحات المحدودة.