فلما لم يجد عندهم غير ذلك.
[١٠٨٨] قام خطيبا في أصحابه.
فحمد الله ، وأثنى عليه ، وصلّى على محمد صلىاللهعليهوآله ، وذكر فضله وقرابته منه ومكانه.
ثم قال : إنه قد نزل ما ترون من الأمر ، وإن الدنيا قد تغيّرت وتنكرت ، وأدبر معروفها ، واستمرّت وولّت حتى لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء ، وإلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل. ألا ترون أن الحق لا يعمل به ، وأن الباطل لا يتناهى عنه ، فليرغب المؤمنون في لقاء الله عزّ وجلّ. فإني لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين الباغين إلا برما.
[ ضبط الغريب ]
قوله عليهالسلام : لم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء.
فالصبابة : ما فضل في أسفل الإناء من الشراب ، وجمعها صبابات.
وقوله : كالمرعى الوبيل.
الوبيل : الوخيم الذي لا يتمر به ، يقال منه : استوبل القوم الارض : إذا أصابهم فيها وخم.
وقوله : الحياة مع الظالمين [ الباغين ] إلا برما.
يقال منه : برمت من كذا. وكذا اذا ضجرت منه : برما. ومنه التبرم من الشيء ، وهو الضجر منه.
البغي : الترفع والعلو ومجاوزة المقدار.