أطلقتك أغضب أمير المؤمنين.
ثم وجه به ومن كان معه الى المنصور. فلما وصلوا إليه قدم موسى بن عبد الله ، فضربه خمسمائة سوط ، وموسى لا ينطق ولا يتحرك. فعجب المنصور ، لصبره ، وقال : يصبني عذر (١) أهل الجرائم على صبرهم ، فكيف بهذا الفتى الذي لم يصبه الشمس.
فقال : يا أمير المؤمنين ، إذا صبر أهل الباطل على باطلهم كنا على الحق أولى بالصبر.
فلما دفع عنه ، قال له الربيع : لقد كنت عندي من رجال أهلك حتى رأيتك ، وكأنه يحزّ في جلد غيرك.
فقال موسى هذا البيت :
أني من القوم الذين تزيدهم |
|
قسوا وصبرا شدة الحدثان |
وبلغ أبا جعفر عن حمزة بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر (٢) أنه يريد القيام عليه ، فبعث به الى المدينة فاوقف بها ، وشتم وحبس حتى مات.
وكان أبو جعفر قد ولى الحسن بن يزيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب المدينة ، فكان أحد من أعان على أبي عبد الله. ثم بلغ أبا جعفر عنه أنه يريد القيام عليه. فعزله ، وأمر به فاوقف ، وشتم ، وقبضت أمواله وحبس معه ابنه علي. وأما علي فتوفي في السجن في حياة أبيه ، ولم يزل الحسن أيضا محبوسا حتى مات أبو جعفر ، فأطلقه ابنه المهدي فيمن أطلق من بني هاشم.
وأما الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن المقتول بفخ (٣) ، فانه كان مقيما
__________________
(١) هكذا في الاصل.
(٢) ابن جعفر بن أبي طالب.
(٣) روى أبو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين ص ٢٨٩ : بسنده عن الحسين بن الحكم ، عن