[١٢٠٢] وجاء أبو حنيفة من أهل العراق يوما إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام ليستمع منه ، وخرج أبو عبد الله عليهالسلام يتوكأ على عصا.
فقال له أبو حنيفة (١) : يا ابن رسول الله ما بلغت من السن ما تحتاج منه الى العصا.
قال : هو كذلك ، ولكنها عصا رسول الله صلىاللهعليهوآله أردت التبرك بها.
فوثب أبو حنيفة إليه ، وقال : اقبّلها يا ابن رسول الله. فحسر أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام عن ذراعه ، وقال له : والله لقد علمت أن هذا من بشرة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأن هذا من شعره فما قبّلته وتقبّل عصا.
[١٢٠٣] وكان مالك بن أنس يستمع من جعفر بن محمد عليهالسلام ، وكثيرا ما يذكر من سماعه عنه. وربما قال : حدثني الثقة ، يعنيه.
[١٢٠٤] دخل سفيان الثوري يوما ، فسمع منه كلاما أعجبه ، فقال : والله يا ابن رسول الله الجوهر.
فقال له جعفر بن محمد عليهالسلام : بل هذا خير من الجوهر ، وهل الجوهر إلا حجر.
[١٢٠٥] [ وجاء ] إليه يوما الحسن بن صالح بن حي وأصحابه ، فقال له :
يا ابن رسول الله ما تقول في قول الله عزّ وجلّ ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
__________________
(١) وهو النعمان بن ثابت المتوفى ١٥٠ ه المولود بالكوفة وأخذ من الامام الصادق كما مر ، ثم أسس مذهب القياس.