وقال كعب بن مالك (١) يرثي جعفر وأصحابه شعرا :
نام (٢) العيون ودمع عينك يهمل |
|
سحا كما وكفّ الضباب المخضل |
وكأنما بين الجوانح والحشا |
|
مما تأويني شهاب مدخل |
وجدا على النفر الذين تتابعوا |
|
سرعى بمؤتة غود روا لم ينقل (٣) |
صلّى الاله عليهم من فتية |
|
وسقى عظامهم الغمام المسبل |
صبروا هنا لك (٤) للاله نفوسهم |
|
حذرا له وحفيظة أن ينكلوا (٥) |
فمضوا أمام المؤمنين (٦) كأنهم |
|
فنق عليهن الحديد المرفل |
إذ يهتدون بجعفر ولوائه |
|
قدام أولهم ونعم (٧) الاول |
حتى تفرقت الصفوف وجعفر |
|
بين الصفوف لدى الحتوف مجدل (٨) |
__________________
بعض الكلمات الغريبة :
شعب بضم الشين : وهي القبيلة. خلف : من يأتي بعده. أزهر : أبيض. أبي : عزيز الجانب. سيم : كلف وحمل. المجسر : المقدام الجسور. معترك : موضع الحرب. الرضام : جمع رضيم ، وهي الحجارة يتراكم بعضها على بعض. الطود : الجبل.
(١) وهو أحد شعراء الرسول صلىاللهعليهوآله الذين كانوا يردون الاذى عنه. أسلم وشهد العقبة.
توفي في عهد معاوية ٥٠ ه وهو ابن سبع وسبعين سنة.
أما القصيدة فهي مؤلفة من ٢٥ بيتا وقد ابتدأ المؤلف بالمطلع ثم انتقل الى البيت الرابع.
(٢) وفي السيرة : هدف العيون.
(٣) وفي السيرة : يوما بمؤتة اشتدوا لم ينقلوا.
(٤) وفي السيرة : صبروا بمؤتة.
(٥) وفي نسخة ز : عند الحمام وحفيظة أن ينكلوا. وفي السيرة : حذر الردى ومخافة أن يتكلوا.
(٦) وفي السيرة. امام المسلمين.
(٧) السيرة : فنعم الاول.
(٨) وفي السيرة :
حتى تفرجت الصفوف وجعفر |
|
حيث التقى وعنت الصفوف مجدل |