قلت : إنا قد روينا أن المهدي منكم ، فمتى يكون قيامه ، وأين يقوم؟
فقال : إن مثل من سألت عنه مثل عمود سقط من السماء رأسه من المغرب وأصله في المشرق ، فمن أين ترى العمود يقوم إذا اقيم؟
قلت : من قبل رأسه.
قال : فحسبك ، من المغرب يقوم وأصله من المشرق وهناك يستوي قيامه ويتم أمره.
وكذلك كان المهدي عليهالسلام ونشأته بالمشرق ثم هاجر الى المغرب ، فقام من جهته. وبالمشرق يتم أمره ، ويقوم من ذريته من يتم الله به ذلك فيما هناك ، ويورثه الأرض كما قال عزّ وجلّ في كتابه المبين : ( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ) (١) وكله ينسب الى المهدي عليهالسلام لانه مفتاحه وبدعوته امتدّ أمره ، وكل قائم من ولده من بعده مهدي قد هداهم الله عزّ وجلّ ذكره ، وهدى بهم عباده إليه سبحانه ، فهم الائمة المهديّون والعباد الصالحون الذين ذكرهم الله في كتابه أنه يورثهم الارض وهو لا يخلف الميعاد.
[١٢٣٦] أبو وهاب ، باسناده يرفعه الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أنه قال : يخرج ناس من المشرق ، فيعطون المهدي سلطانه (٢) يدعونه.
ودعوة المهدي عليهالسلام والائمة من ولده عليهمالسلام قد انتشرت بحمد الله في جميع الأرض ، وغرت في غير موضع من أقطارها بالمشرق والمغرب فيوشك أن يكون بعض أوليائهم يقومون من قبل المشرق يدعوهم في تمام أمرهم فيقومون لوليّ الزمان هناك سلطانه والله يقرب ذلك وينجز وعده لاوليائه
__________________
(١) الأنبياء : ١٠٥.
(٢) وفي كنز العمال ج ١٤ / الحديث ٣٨٦٥٧ : فيوطئون للمهدي.