يطأه الرجل برجله (١) أو المني الذي أصابه (٢) يختص بالغائط والمني الخارجيين ، ولا يحتمل إرادة الغائط في الجوف لأنه لا معنى لوطئه بالرجل ، وكذا الحال في المني.
وكيف كان فلم يقم دليل على وجوب الغسل بملاقاة النجاسة في الجوف. ويدلُّ على ما ذكرناه الأخبار الواردة في طهارة القيء (٣) فإن ملاقاة النجس الداخلي لو كانت موجبة للنجاسة لم يكن وجه للحكم بطهارة القيء لاتصاله في المعدة بشيء من النجاسات لا محالة.
وأمّا القسم الثاني : فهو على عكس القسم الأول والملاقي فيه محكوم بالنجاسة لأن ما دلّ على نجاسة ملاقي الدم مثلاً يشمله لا محالة فيصح أن يقال إن إصبعه لاقى الدم في فمه أو الطعام لاقى الدم في حلقه.
الصورة الرابعة : أن يكون الملاقي والملاقى من الخارج بأن يكون الباطن ظرفاً
__________________
(١) كما في رواية الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام « في الرجل يطأ في العذرة أو البول أيعيد الوضوء؟ قال : لا ولكن يغسل ما أصابه » المروية في الوسائل ١ : ٢٧٤ / أبواب نواقض الوضوء ب ١٠ ح ٢.
وصحيحة زرارة بن أعين قال : « قلت لأبي جعفر عليهالسلام رجل وطأ على عذرة فساخت رجله فيها ، أينقض ذلك وضوءه؟ وهل يجب عليه غسلها؟ فقال : لا يغسلها إلاّ أن يقذرها ، ولكنه يمسحها حتى يذهب أثرها ويصلِّي » وصحيحة محمد بن مسلم ، قال : « كنت مع أبي جعفر عليهالسلام إذ مرّ على عذرة يابسة فوطأ عليها فأصابت ثوبه ، فقلت : جعلت فداك قد وطأت على عذرة فأصابت ثوبك ، فقال : أليس هي يابسة؟ فقلت : بلى ، قال لا بأس ، إن الأرض يطهّر بعضها بعضاً » الوسائل ٣ : ٤٥٨ / أبواب النجاسات ب ٣٢ ح ٧ ، ٢ إلى غير ذلك من الأخبار.
(٢) صحيحة محمد بن مسلم في حديث « في المني يصيب الثوب؟ قال : إن عرفت مكانه فاغسله ، وإن خفي عليك فاغسله كلّه » وعن عنبسة بن مصعب قال : « سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن المني يصيب الثوب فلا يدري أين مكانه قال : يغسله كله ، وإن علم مكانه فليغسله » الوسائل ٣ : ٤٢٣ / أبواب النجاسات ب ١٦ ح ١ ، ٣ وغيرهما من الأخبار.
(٣) في موثقة عمار قال : « سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل يتقيأ في ثوبه أيجوز أن يصلي فيه ولا يغسله؟ قال : لا بأس به » ونظيرها روايته الأُخرى المرويتان في الوسائل ٣ : ٤٨٨ / أبواب النجاسات ب ٤٨ ح ١ ، ٢.