وأنّ الفقر يخرس الفطن عن حجّته. والمقلّ غريب في بلده (١).
وأنّ الفقر في الوطن غربة (٢).
وأنّه : ما خلق الله في الأرض أشدّ من الفقر ، والفقر أشدّ من القتل (٣).
وأنّ من عدم قوته كثر خطاياه (٤).
وأنّ الفقير لا يسمع كلامه ولا يعرف مقامه لو كان صادقاً يسمّونه كاذباً ، ولو كان زاهداً يسمّونه جاهلاً (٥).
وأنّ لقمان قال : قد ذقت الصبر وأنواع المرّ ، فلم أر أمرّ من الفقر (٦) ونحو ذلك ، لكنّها لا تخالف ما سبق فإنّ هذه الأخبار تشير إلى بعض آثار الفقر الراجعة إلى نفس الفقير من شدّته عليه وصعوبة تحمّله ، أو إلى معاملة الناس مع صاحب الفقر من تحقيرهم له ، ونحو ذلك.
نعم ، يمكن أن يشير بعضها إلى معنى آخر : كقوله : كاد الفقر أن يكون كفراً (٧).
وأنّ الفقر سواد الوجه في الدارين (٨). فلعلّ المراد بها : المعنى الثالث للفقر ، وهو : شره النفس وحرصها على المال والجاه ، أو المراد فقر النفس وفقدها لما ينبغي أن تكون واجدة له من العلم والدين ، والفضائل النفسانيّة ، والعمل بطاعة الله ونحو ذلك ، وهذا له مراتب : فبعضها كفر ، وبعضها فسق ، وبعضها جهل وبهيميّة.
____________________________
١) نهج البلاغة : الحكمة ٣ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٦ وج ١٠٣ ، ص ٢٠.
٢) نهج البلاغة : الحكمة ٥٦ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٣.
٣) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٧.
٤) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٧ ـ مستدرك الوسائل : ج ١٣ ، ص ١٤.
٥) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٧.
٦) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٣.
٧) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠٧ ـ الأمالي : ج ١ ، ص ٢٤٣ ـ الخصال : ص ١٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٩٣ ـ بحار الأنور : ج ٢٧ ، ص ٢٤٧ وبحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٠.
٨) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٣٠.