فقد ورد : أنّ الصّادق عليهالسلام قال : الفقر الموت الأحمر ، فقيل : الفقر من الدنانير والدراهم ؟ قال : لا ، ولكن من الدين (١).
وأنّه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : الفقر فقران : فقر الدنيا وفقر الاخرة ، وهو الهلاك (٢).
وأنّه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : الفقر فقر القلب (٣).
ثمّ إنّ ابتلاء الله تعالى الناس بالفقر الماليّ يكون لجهاتٍ ، منها : إصلاح نفوسهم وردعها عن الشهوات ، وعن الوقوع في أنواع المعاصي والمحرّمات.
ومنها : حطّ ما صدر عنهم من السيّئات ، وكونه كفّارة لذلك.
ومنها : إقتضاء صلاح غير الفقير ، من أرحامه أو مجتمعه ذلك.
ومنها : إقتضاء صلاح دينه له. وعلى أيّ تقدير فقد عرفت أنّ الله تعالى يعوّض الفقير عن فقره في الدنيا أو في الآخرة ، وهذا تفضّل منه تعالى ، أو أنّه عوض صبره ، أو عوض نفس حرمانه ، والله تعالى هو الغفور الشكور.
____________________________
١) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٠.
٢) معالم الزلفى : ج ١ ، ص ٢٩٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٤٧.
٣) بحار الأنوار : ج ٧٢ ، ص ٥٦.