على نحو الاطلاق ، وهي : العالم المحيط به بعد موته.
وثانيها : الدنيا المذمومة ، وهي أخصّ من الأولىٰ ، فإنّها عبارة عنها ، أو عن بعض مصاديقها مع انطباق بعض العناوين عليها وعروض بعض الحالات والإضافات لها كما ستعرف.
وثالثها : الدنيا الممدوحة ، وسيأتي ذكرها في ضمن الروايات. والكلام هنا في القسم الثاني ، وهو : الدنيا التي نطق الكتاب الكريم بذمّها وتحقيرها ، وحثّت النصوص المتواترة على تركها والإعراض عنها. وهذا القسم يشمل جميع ما يتعلّق بالانسان من تنعّماته وانتفاعاته ، وما يسعىٰ في تحصيله من علومه وفنونه ومناصبه ، وما يحصّله ويعدّه لنفسه من أمواله وأولاده وكلّ ما يملكه ويدّخره لينتفع به ، كلّ ذلك إذا حصلت من الوجه المحرّم ، أو كانت مقدّمةً للحرام ، أو لوحظت بنحو الأصالة في الحياة ، وكانت مبلغ علم الإنسان ومنتهىٰ همّته ، فتطلق على الحياة المقرونة بجميع ذلك والمشتملة عليها حياة الدنيا ، وعلىٰ نفس تلك الأمور عرض الحياة وزينتها ومتاعها وحطامها وما أشبهها من التعابير القرآنيّة.
وظواهر الكتاب والسنّة بعضها مسوق لبيان حال اشتغال الإنسان بها وذمّ حبّها ، وتزيّنها في القلب ورضا الإنسان بها ، وطمأنينته إليها وإيثارها على الآخرة وابتغائها والفرح بها واستحبابها ، أي : ترجيحها على الآخرة والإشراف بها وكونها لعباً ولهواً وتفاخراً وتكاثراً ، وغير ذلك من التعابير الكاشفة عن حالات الإنسان ونفسيّاته المتعلّقة بها والمذمومة في الشرع.
وبعضها مسوق لبيان ما
يرجع إلى حال نفس أعراضها وأمتعتها. وأنّها حقيرة صغيرة ، وأنّها غرّارة ملهية فانية زائلة ، وأنّها تنفد ولا تبقىٰ ،
وأنّها متاع قليل ، ونحو ذلك من التعابير ، فمن الطائفة الأولىٰ قوله تعالىٰ : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ