وأنّ الغضب ممحقة لقلب الحكيم (١).
ومن لم يملك غضبه لم يملك عقله (٢).
وأنّ من كفّ غضبه عن الناس ستر الله عورته وكفّ عنه عذاب يوم القيامة (٣).
وأنّ الرجل ليغضب فما يرضىٰ أبداً حتّىٰ يدخل النار فأيّما رجلٍ غضب فليجلس من فوره ، فإنّه سيذهب رجز الشيطان ، وإذا غضب على ذي رحمٍ فليمسّه ، فإنّ الرحم إذا مُسّت سكنت (٤).
وأنّه إذا غضب وهو قائم فليجلس وإن كان جالساً فليقم (٥).
تذييل : يُعرف ممّا ذكر من تعريف الغضب أنّ المراد به هو : الناشىء عمّا يتعلّق بنفسه ممّا يكرهه ويسوئه حقّاً كان ذلك ، كغضبه على من آذاه وضيّع حقّاً من حقوقه ، أو باطلاً : كغضب أكثر الملوك والجبابرة على الناس فيما لا سلطان لهم عليه.
وأمّا الغضب الحاصل
بحقٍّ : كغضب أولياء الله على أعدائه وعلى العصاة المرتكبين للمعاصي من عباده لكفرهم وعنادهم ولفسقهم وعصيانهم ، فهو أمر آخر ، وهو ممدوح مطلوب ، وإعماله في الخارج بالقيام على أمر الجهاد وبإقامة مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل أن تقع المعاصي وتصدر الكبائر من أهلها ، وبإجراء حدود الله تعالىٰ وتعزيراته بعد وقوعها وصدورها ، فهو واجب
في
____________________________
ج ٧٣ ، ص ٢٧٨.
١) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠٥ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٨٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٢٧٨ و ج ٧٨ ، ص ٢٥٥.
٢) المحجة البيضاء : ج ٥ ، ص ٢٩٣.
٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠٣ و ٣٠٥ ـ ثواب الأعمال : ص ١٦٢ ـ المحجة البيضاء : ج ٥ ، ص ٢٩١ و ٢٩٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٨٨ و ٢٨٩ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٢٦٤ و ٢٨٠.
٤) الكافي : ج ٢ ، ص ٣٠٢ ـ وسائل الشيعة : ج ١١ ، ص ٢٨٧ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٢٦٧.
٥) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ٢٧٢.