ج ـ تأميم قناة السويس والغزو الثلاثي على مصر (١) :
عندما تمّ تأميم قناة السويس عام ١٩٥٦ م نظم الشيخ الفرطوسي في هذه المناسبة قصيدة « قنال مصر » وفيها رحّب بالعزيمة المصرية وموقفها الشامخ الذي لم يهتز لتهديد الطامعين ووعيد الغزاة المعتدين :
يـاموكبَ المجـد الخطيرِ وللعلى |
|
والمجد فـي دنيـا المفاخر موكب |
قف حيِّ مصرَ وحـيِّ أبطالاً بها |
|
مجـدُ البطولـةِ مثلهـم يـتطلبُ |
صعدوا بمرقـاةِ الكرامة للعلى |
|
وقنـالُ مصر للكـرامة مـركبُ |
قالوا الجلاء فقال شعبٌ نـاهضٌ |
|
انّ الجـلاءَ لشعب مصـر مذهبُ |
وإذا بـوادي النيل وهـو مراجلٌ |
|
تغلي دماً ومشـاعـلٌ تتلهـب |
وبساحة (الفسطاط) وهي منابت |
|
للعز فسطـاط المفـاخر يضربُ |
وبمصـر أعظمُ مهـرجان رائع |
|
وفـمُ القنال به لسـان يخطـب |
وإذا قـوى المستعمـرين يمينها |
|
مغلـوبـة ويسار مصـر تغلب |
____________
١ ـ قناة السويس ممر مائي بمصر يصل البحر المتوسط شمالاً عند بور سعيد حتى بور توفيق جنوباً على البحر الأحمر عند السويس. وهي أهم شريان ملاحي في العالم ، تعود أهميتها الدولية إلى اختصارها طريق الملاحة البحرية بين الشرق والغرب. أنجز شقّ القناة على عهد الخديوي إسماعيل في عام ١٨٦٩ م. وقد استتبع شقّ القناة زيادة أطماع الدول الأوروبية فيها ممّا انتهى باحتلال الانجليز لمصر في عام ١٨٨٢ م. وقد استمر الصراع على هذه القناة الحيوية ردحاً من الزمن حتى تم تأميمها في السادس والعشرين من تموز عام ١٩٥٦ م من قبل جمال عبدالناصر وانتقلت من ذاك إلى المصريين. وقد تعرضت مصر بسبب ذلك للغزو الثلاثي ( البريطاني ـ الفرنسي ـ الاسرائيلي ) في تشرين الأول عام ١٩٥٦ م وأغلقت القناة حتى انسحب الغزاة وطهرت من آثار الحرب. وقد أغلقت ثانية بسبب العدوان الاسرائيلي على مصر في حرب الخامس من حزيران عام ١٩٦٧ م. وقد بدأ تطهير القناة عام ١٩٧٤ م واُعيدت للملاحة البحرية في حزيران عام ١٩٧٥ م. ( موسوعة السياسة ، ج ٤ ، ص ٨٠٧ ـ ٨٠٩ ).