الحكيمة التي تحدت قوى الاستعمار الغاشمة من أجل احقاق حقها ، والدفاع عن منافعها ومصالحها القومية. وكان الشيخ الفرطوسي واحداً من اولئك الشعراء الذين دفعهم الحس الاسلامي إلى مناصرة اخوانهم في الدين من أبناء ايران المسلمة. فنظم في تلك الفترة قصيدة « ايران والجلاء » (١) التي أشاد فيها بمواقف الشعب الايراني البطولية تجاه انتهاكات المستعمر المستبد :
باسم الدم الحر باسم العدل منصور |
|
حـقٌ صريح وفتـح فيه تحـرير |
قـد طال أفـق ايـران فطـالعها |
|
فجـرٌ به مزّقت تـلك الديـاجير |
إلى أن يقول :
شعبٌ جريء على الأحداث مهجته |
|
تضرى وقادته صيدٌ مغـاوير |
تساندت كل كف فيـه واتسمت |
|
بطابـع الوحدة العظمى الأسارير |
صف رصين إلـى صف يسانده |
|
وكـلّ صـف إذا قـابلته سـور |
كـأن داود مـن أحشائه نُسجت |
|
دروعُـه وشظاياهـا المساميـر |
قد هزّه لجهاد الكفر مـن طرب |
|
صوت مـن الدين أوحته المزامير |
وفي القصيدة تبجيل وتقدير لنواب المجلس الايراني الذين منحوا الحكومة الصلاحيات المطلقة في تأميم شركات النفط الأجنبية ، وكذلك تحية لرئيس الوزراء الدكتور مصدق لزعامته الحركة الوطنية ، وأيضاً تحية للشهداء الذين بذلوا أنفسهم من أجل انتصار الثورة وتحقق أهدافها السامية :
__________________
١ ـ للقصيدة مقدمة نثرية جاء فيها : « أمة تساند زعيمها وزعيم يخلص لأمته فتتكون من ضعيفين قوة جبارة من العقيدة والثبات تهيب بجبروت الاستعمار فتنزله من أوج العزّ إلى حضيض الهوان وتشتت بضربة الحق القاضية شمل جالية سوداء تغتصب حريتها وتمتلك خيراتها بما فرضته عليها من أغلال العبودية. نظمت في عهد حكومة الزعيم الوطني مصدق حين نهض الشعب الايراني بقيادة الزعيم الديني السيد الكاشاني لاسترداد حقه الصريح في الزيت من خصمه الغاشم ».