ويقيناً يمحو الظنون وتمحو |
|
آيـة النور آية الظلماء (١) |
ففي هذه الأبيات الجميلة تتجلّى بوضوح جمالية التعبير من خلال نصاعة البيان ، وصدق العاطفة ، وعفوية الشعور والاحساس إلى جانب تناسق النغم الشعري وتناسب موسيقاه. وهذه الخصائص تضفي على الشعر هالة من الحسن والبهاء يجد المتلقي فيها متعة ولذة كبيرة.
امّا عن جمالية التعبير عند الشاعر بولس سلامة فلنسمعه يقول في مولد الإمام عليهالسلام :
سمـع الليل فـي الظلام المديد |
|
همسـة مثـل أنـة المفـؤود |
مـن خفي الآلام والكبـت فيها |
|
ومـن البشـر والرجاء السعيد |
حُرَّةٌ ضامهـا المخاض فلاذت |
|
بستـار البيـت العتيق الوطيد |
كعبـة الله فـي الشدائد ترجى |
|
فهـي جسـر العبيـد للمعبود |
لا نسـاء ولا قوابـلُ حفَّـت |
|
بابنة المجـد والعلى والجـود |
صبرت فاطم على الضيم حتى |
|
لهـث الليـل لهثـة المكـدود |
وإذا نجمـة مـن الاُفق خفّت |
|
تطعـن الليل بـالشعاع الجديد |
وتدانت مـن الحطيم وقـرّت |
|
وتـدلـت تـدلّـيَ العنقـود |
سَكب الضوء فـي الأثير دفيقاً |
|
فعلى الأرض وابل مـن سعود |
واستفاق الحمـام يسجع سجعاً |
|
فتهـش الأركـان للتغـريـد |
بسـم المسجد الحـرام حبوراً |
|
وتنـادت حجــاره للنشيـد |
ذرّ فجـر ان ذلك اليـوم فجرٌ |
|
لنهـار وآخـر للوليـد ... (٢) |
_________________
١ ـ ملحمة أهل البيت عليهمالسلام ، ج ٢ ، ص ٧ ، ٨.
٢ ـ عيد الغدير ، ص ٣٦ ، ٣٧.