إنّ هذا الذي تـراهُ غـريباً |
|
وجديداً مـن صابر متـأسي |
سلبتـك الأيـام أثمن شـيءٍ |
|
ثم أبقت لـديك أرهـف حسِّ |
كم بصير تراه أعمى ، وأعمى |
|
هو هادي سواه يضحي ويُمسي |
ربما عـاش مـبصرٌ بشقاءٍ |
|
ويبيت الأعمـى بـراحة نفس |
أو ما تسمع المنـادي يناديك |
|
بصوتٍ شقّ الدجى لا بهمس |
(أنـت بالفكـر لا بعينيك فذٌ |
|
تسبر الحادثات طرداً لعكس ) |
إنّما هذه الحيـاة استقامـت |
|
لأنـاس لا يشتـرون بـفلس |
أنت من معـدنٍ ثمين كـريم |
|
وسـواك الـذي يبـاع ببخس |
فعقيـق هـذا وذاك رخـامٌ |
|
ولجينٌ هـذا وذا مـحض كلس |
كثر الزيف ( والـوفاء قليـل |
|
في زمانٍ خالٍ من النبل جبس ) |
وحديث الوفـاء فيه شـؤون |
|
ان تخضها فقد تصـاب بمسّ |
ان تحدث عنـه يجبك حـكيم |
|
( أنا جربت مـا تقول بنفسي ) |
منذ عشر هذا مـصاب بهجر |
|
ويعـاني منـه وذا منـذ خمس |
* * *
صائغ اللفظ أنت تسكن بيتـاً |
|
قد تسامى فخراً على كل رجس |
( فوق مهدٍ من
الخشونة بـالٍ |
|
وتـراه أريكة مـن دمقس ) |
هذه منتهى السعـادة عنـدي |
|
لا تقـل انني أعـيش ببـؤس |
راهب الدار أنـت فوق حصير |
|
هو عندي أجلّ من ألف كرسي |
وأعـد قولك الجميل علينـا |
|
فله في نفـوسنا خيـر جـرس |
إن ذهني خصبٌ وذوقي سليمٌ |
|
وجناني صلد القوى غير نكس (١) |
__________________
١ ـ مجلة الموسم : العددان ٢ ـ ٣ ( ١٩٨٩ م ) ، ص ٧٠٦ ، ٧٠٧.