رَمَتكَ فأردتكَ كـالأجدلِ |
|
سهام المَنيَّـةِ فـي المقتـلِ |
وما كنت أحسب أنّ الكميَّ |
|
يروَّع من سطـوة الأعزل |
وأن الرصينَ من الشاهقات |
|
يـزلزل من نسمـة الشمأل |
وأنّ الخضم من الزاخرات |
|
يجفف مـن لفحة تصطلي |
ولكنـه القـدر المستبـدّ |
|
وصاعقة الأجل المنزل (١) |
٢ ـ مجيد ، وهو شقيق الشاعر الذي أصيب بعطل في جهازه الذهني فأصبح متخلفاً عقلياً. وقد أثّر ذلك في نفسية الشاعر وأثار في نفسه لواعج الحزن والأسى وزاده لوعة وكآبة (٢).
٣ ـ جبار ، ولد سنة ١٣٤٣ هـ ، وهو يصغر الشاعر بثماني سنين. توفي سنة ١٣٦١ هـ وهو في ريعان شبابه. ولجبار قصة اليمة مع أخيه الشاعر ، فقد زاره وهو في « الكاظمية » عندما كان الفرطوسي مريضاً. وفي الليلة التي جاءه فيها أصيب بالزائدة الدودية فاضطر الشاعر الى ادخاله المستشفى واجريت له عمليه جراحية لم تكلل بالنجاح واذا به يموت وليس مع شاعرنا من يساعده مع ما به من المرض (٣).
وقد صوّر الشاعر هذا الحادث المروّع بقطعة نثرية تقطر حزناً والماً ، يقول فيها : « صمت كئيب في مصرع رهيب ، عينان شاخصتان مغرورقتان بالدموع ، قد ارتسم عليهما شبح الموت ، وأطبقت ظلمة اليأس فغار فيهما شفق الأمل ، بلبل جريح أجهز عليه القدر فجمدت الحانه على شفتيه الذابلتين فأصبح جثة هامدة ، شمعه تلفظ آخر نفس من الحياة وتودع أحلامها بالزفرات والحسرات هبّت عليها
__________________
١ ـ ديوان الفرطوسي ، ج ٢ ، ص ٢٤٩.
٢ ـ علي الخاقاني : شعراء الغري ، ج ٦ ، ص ٦.
٣ ـ المصدر السابق ، ج ٦ ، ص ٥.