فهذه ثلاثة أحاديث يرويها ابن عباس رضياللهعنه عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في عقوبة ناصبي العداء لمولانا أمير المؤمنين عليهالسلام.
وثمة عن ابن عباس ما يدلّ على أنّ قريشاً قد ناصبت العداوة على عهد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك فيما رواه الموفق الخوارزمي الحنفي في كتابه ( مقتل الحسين عليهالسلام ) في الفصل الخامس ، بإسناده عن ابن عباس ، قال : ( قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعبد الرحمن ابن عوف : ( يا عبد الرحمن أنتم أصحابي ، وعليّ بن أبي طالب منّي وأنا من عليّ ، فمن قاسه بغيره فقد جفاني ، ومن جفاني فقد آذاني ، ومن آذاني فعليه لعنة ربي ) (١).
وعلى ضوء هذه الأحاديث كان ابن عباس يعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ببغضهم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، كما في ( تاريخ بغداد ) (٢) ، و ( تاريخ مدينة دمشق ) لابن عساكر (٣).
ولم يكن وحده في هذه المعرفة ، بل كان حذيفة ، وابن مسعود ، وأبو سعيد الخدري ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وآخرون غيرهم ، كلّهم مثل ابن عباس في معرفة المنافقين من خلال معرفتهم ببغضهم الإمام عليهالسلام ، وهم جميعاً كانوا تلقوا تلك المعرفة من أقوال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، نحو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : ( إنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق ) (٤) ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من
____________
١ ـ مقتل الحسين / ٦٠ تحقيق الشيخ السماوي بمطبعة الزهراء عليهاالسلام.
٢ ـ تاريخ بغداد ٣ / ١٥٣ ، تاريخ دمشق ( ترجمة الإمام ) ٢ / ٢١٨.
٣ ـ تاريخ مدينة دمشق ( ترجمة الإمام ) ٢ / ٢١٨.
٤ ـ آخرجه مسلم في صحيحه في مناقب الإمام عليهالسلام والنسائي في السنن الكبرى والخصائص وأبو يعلي في مسنده وأحمد بن حنبل في مسنده وفي فضائل الصحابة بمعناه ، وغيرهم كثير ..