علي عليهالسلام وشدّته في ذات الله ، وهما مع ذلك يعيبانه بالدعابة ) (١).
أقول : فهذه جملة من أقوال الذين قالوا بكفر معاوية بصراحة لا لبس فيها ، وهم بدءاً من المغيرة بن شعبة ، ومروراً بمن ذكرنا حتى الجاحظ ، كلّهم لا يتهمون عليه ، لأنّهم من رموز أهل السنة المبرّزين ، وقد قالوا فيه حقيقة ما عرفوه عنه ، وتأبى الحقيقة إلاّ أن تنتزع نفسها وإن رُغمت معاطسهم.
ويزداد الباحث إطمئناناً بصحة شهادات أولئك لأنّهم جميعاً ليسوا من الفئات التابعة للإمام عليهالسلام ، وإنّما ذكرت أقوالهم للدلالة على كفر معاوية ، ولئلا يستفز العنوان مشاعر بعض الناس ممن لا يزال مخدوعاً بأكاذيب جعلت معاوية من كتّاب الوحي وهو خال المؤمنين وو ... إلى كثير من المفتريات التي ذكرت له ، لترفع بضبعه إلى مصاف الصحابة المهتدين.
ولعلّ كثيراً من المخدوعين لم يقرأوا ولم يعلموا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد لعن معاوية من قبل من ذكرناهم آنفاً. وقد يرى البعض في هذا إستفزازاً آخر وأكثر إيلاماً وإيغالاً في نسف بهرجة ما ذكروه لمعاوية برواية المتزلفة من شيوخ الفقه السلطاني.
أمّا نحن فعلينا أن نهدئ من رَوع القارئ فنذكر له موارد اللعن ومصادره ، ونحيله على كتاب ( النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ) للسيد الشريف العلاّمة المتظلع ( السيد محمد بن عقيل العلوي الحسيني الشافعي ) المتوفى سنة ( ١٣٥٠ هـ ) ، وهو كتاب قيّم ومن خيرة الكتب في بابه ، وقد طبع
____________
١ ـ شرح النهج ١ / ١٣٧ ط مصر الأولى.