عن إمامته ، فأقبلوا بأجمعهم عليه وقالوا له : يا أعرابي من أين أقبلت؟
قال : من عند أمير المؤمنين عليهالسلام.
قالوا : وما الذي صنعت عنده؟
قال : أسلمت على يديه.
قالوا : ما أصبت رجلاً تسلم على يديه إلاّ على يدي رجل كافر؟!
فلما سمع ذلك الإعرابي غضب غضباً شديداً ، وثار القوم في وجهه ، وقالوا : لا تغضب بيننا وبينك كتاب الله ، فقال : أتلوه ، فتلا بعضهم : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً )(١).
فقال لهم الأعرابي : ويلكم فيمن هذه الآية؟
قالوا : في صاحبك الذي أسلمت على يديه.
فإزداد الأعرابي غضباً ، وضرب بيده إلى قائم سيفه وهمّ بالقوم ، ثم رجع إلى نفسه ، وكان عاقلاً ، فقال : والله لاعجلت على القوم وأسأل عن هذا الخبر ، فإنّ كان كما يقولون خلعت عليّاً ، وإن كان على خلاف ما يقولون جالدتهم بالسيف إلى أن تذهب نفسي.
قال : فأتى ابن عباس وهو قاعد في مسجد الكوفة ، فقال : السلام عليك يا ابن عباس.
قال له ابن عباس : وعليك السلام.
____________
١ ـ النساء / ١٣٧.