قال : ما تقول في أمير المؤمنين؟
قال : أيّ الأمراء تعني يا أعرابي؟
قال : عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
قال : وكان ابن عباس متكئاً فاستوى قاعداً ، ثم قال : لقد سألت يا أعرابي عن رجل عظيم يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، ذاك والله صالح المؤمنين ، وخير الوصيين ، وقامع الملحدين ، وركن المسلمين ، ويعسوب المؤمنين ، ونور المهاجرين ، وزين المتعبدين ، ورئيس البكائين ، وأصبر الصابرين ، وأفضل القائمين ، وسراج الماضين ، وأوّل السابقين ، من آل ياسين ، المؤيد بجبرئيل الأمين ، والمنصور بميكائيل المتين ، والمحفوظ بجند السماء أجمعين ، والمحامي عن حرم المسلمين ، ومجاهد أعدائه الناصبين ، ومطفي نيران الموقدين ، وأصدق بلابل الناطقين ، وأفخر من مشى من قريش أجمعين ، عين رسول ربّ العالمين ، ووصي نبيّه في العالمين ، وأمينه على المخلوقين ، وقاصم المعتدين ، وجزار المارقين ، وسهم من مرامي الله على المنافقين ، ولسان حكم العابدين ، وناصر دين الله في أرضه ، وولي أمر الله في خلقه ، وعيبة علمه ، وكهف كتبه ، سمح سخي ، سند حبّي ، بهلول بهيّ ، سنحنح جوهري ، زكي رضي ، مطهر أبطحي ، باسّل جري ، قرم همام ، صابر صوام ، مهذب مقدام ، قاطع الأصلاب ، عالي الرقاب ، مفرق الأحزاب ، المنتقم من الجهال ، المبارز للأبطال ، الكيّال في كلّ الأوصال ، أضبطهم عناناً ، وأثبتهم جناناً ، وأمضاهم عزيمة ، وأشدّهم شكيمة ، وأسدّهم نقيبة ، أسدٌ بازل ، صاعقة برقة ، يطحنهم في الحروب إذا أزدلفت الأسنّة