( أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا الوضّاح وهو أبو عوانة ، قال : حدثنا أبو بلج ( يحيى ) بن أبي سليم ، قال : حدثنا عمرو بن ميمون ، قال : إنّي لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط.
فقالوا : يا ابن عباس ، إمّا أن تقوم معنا ، وإمّا أن تخلونا هؤلاء؟
فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ـ قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ.
قال : فانتدوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا.
قال : فجاء ابن عباس وهو ينفض ثوبه ، ويقول : أفّ وتفّ ، وقعوا في رجل له عشر خصال ، وقعوا في رجل قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( لأبعثنّ رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، لا يخزيه الله أبداً ) ، قال : فاستشرف لها من استشرف ، فقال : ( أين ابن أبي طالب )؟ قيل : هو في الرحا يطحن ، قال : ( وما كان أحدكم ليطحن )؟ قال : فدعاه وهو أرمد لا يكاد يبصر ، فنفث في عينيه ، ثم هزّ الراية ثلاثاً فدفعها إليه ، فجاء بصفية بنت حُيّي.
وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليّاً خلفه فأخذها منه ، فقال : قال النبيّ : ( لا يذهب بها إلاّ رجل منّي وأنا منه ).
وقال : وقال لبني عمّه : ( أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة ) ـ قال : وعليّ معه جالس ـ فقال عليّ : أنا أواليك في الدنيا والآخرة.
قال : وكان أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة.
قال : وأخذ رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين ، فقال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ