الله بن عمر فأخرجت جائزة بني عدي.
فمالنا إن أبى صاحبنا وقد أبى صاحب غيرنا؟
فقال معاوية : لستم كغيركم ، لا والله لا أعطيتكم درهماً حتى يبايع صاحبكم.
فقال ابن عباس : أما والله لئن لم تفعل لألحقنّ بساحل من سواحل الشام ثم لأقولنّ ما تعلم ، والله لأتركنّهم عليك خوارج.
فقال معاوية : لا بل أعطيكم جوائزكم.
فبعث بها من الروحاء ومضى راجعاً إلى الشام (١).
فكان هذا الموقف الذي فيه قمة التشنج قد بلغت منتهاها. كان ابن عباس لا يزال بصيراً لم يحجب بصره. وهذا كان في سنة ( ٥٩ هـ ).
وفي خبر رواه المرتضى الزبيدي في ( إتحاف السادة المتقين ) جاء فيه :
( قال عامر بن مسعود الجمحي : كنّا جلوساً في مجلس عند الكعبة إذ مرّ بريد ينعى معاوية ، فقلت لأصحابي : قوموا بنا إلى ابن عباس ـ وهو يومئذ بمكة وقد كُفّ بصره ـ فنكون أوّل من يخبره ونسمع ما يقول ... ) (٢).
فهذا الخبر بالرغم من جهالة بعض رجال إسناده ، لا يخلو من دلالة ظاهرة في أنّ ابن عباس رضياللهعنه كان عند مجئ نعي معاوية مكفوف البصر ، ولمّا كان هلاك معاوية في سنة ( ٦٠ هـ ) كما قال الطبري في تاريخه : ( وفي هذه
____________
١ ـ الإمامة السياسية لابن قتيبة ١ / ٧٥٧.
٢ ـ اتحاف السادة المتقين ١٤ / ١٩٣.