السنة هلك معاوية بن أبي سفيان بدمشق فأختلفت في وقت وفاته بعد إجماع جميعهم على أنّ هلاكه كان في سنة ستين من الهجرة ) (١).
فهذا النص مع الذي قبله يجعلان فترة فقدان البصر ما بين ( ٥٩ ـ ٦٠ هـ ) ، وهذا موائم لتاريخ أخر لقاء بين ابن عباس رضياللهعنه ومعاوية في الروحاء ، فيومئذ كان ما زال بعد بصيراً كما يظهر من سياق المحاورة التي جرت بينهما في الروحاء ، كما هو كذلك في موائمته أيضاً لما ورد في خبر المحاورة مع النفر الذين كانوا يسبّون الإمام عليهالسلام عند صفة زمزم.
ج س٥ : ويبدو لي في خبر الزبيدي نحو دلالة أيضاً على إعلان معاوية الحرب النفسية من طرق المهاترات الكلامية عبر الوسائل الإعلامية.
فمعاوية الأمس في طبيعته العدوانية ، إذ كان يشنّ غاراته على مناطق نفوذ الحكم العلوي ، فيعيث في الأرض فساداً قتلاً ونهباً وسبياً وتشريداً ، ما زالت تلك الأحقاد الأموية تزيد الأرض دماراً وتورث بني هاشم سُعاراً ، لأنّهم لم يرضوا ببيعة يزيد ، وقد حاول إخضاعهم بالضغط الإقتصادي فلم يعطهم جوائزهم ومنعهم العطاء يوم كان بمكة كما مرّ ذلك ، وقد فشل في خطته ، إذ أفسدها عليه تهديد ابن عباس رضياللهعنه بأن يترك في جند الشام من هم خوراج على معاوية ، فإستجاب مكرهاً أخاك لا بطل ، خاضعاً ومتذللاً فقال لابن عباس : ( لا بل أعطيكم جوائزكم ).
____________
١ ـ تاريخ الطبري ٤ / ٣٢٣ ، تح محمد أبو الفضل إبراهيم.