قالوا : أما هذا فقد كان.
فقال ابن عباس : فإنّي أشهد لسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ( من سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومن سبّني فقد سبّ الله ، ومن سبّ الله عزوجل أكبّه الله على منخريه في نار جهنم ). ثم ولى عنهم ، فقال لي : يا بني ما رأيتهم صنعوا؟
فقلت : يا أبت
نظروا إليك بأعين محمرّة نظر |
|
التيوس إلى شفار الجازر |
قال : زدني يا بني.
قلت :
خزر العيون نواكس أبصارهم |
|
نظر الذليل إلى العزيز القاهر |
قال : زدني يا بني.
قلت : ليس عندي زيادة يا أبت غير الذي قلت.
قال : لكن عندي زيادة :
أحياؤهم عار على أمواتهم |
|
والميّتون فضيحة للغابر ) (١) |
فهذه الصور الثلاث أحسبها كافية في إعطاء الصورة الواضحة لموقف ابن عباس رضياللهعنه مع قريش الشام النواصب الذين تحدّوه فجلسوا في صُفّة زمزم وسبّوا الإمام عليهالسلام وأسمعوه الشتم ، فغاضه ذلك وأغضبه فعاد إليهم ، وجرى ما مرّ ، وبعد هذا ماذا كانت النتائج؟
____________
١ ـ الشريعة ٤ / ١٩٦.