لوجه الله جلت عظمته ، وقد جئتك يا أمير المؤمنين من فج عميق ، وبلد شاسع ، قد ضؤل جرمي ، ونحل جسمي فامنن علي يا أمير المؤمنين بفضلك ، وبحق الأبوة والرحم الماسة ، علمني الدعاء الذي رأيت في منامي ، وهتف بي أن أرحل فيه إليك.
فقال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه : نعم أفعل ذلك إن شاء الله ، ودعا بدواة وقرطاس وكتب له هذا الدعاء وهو :
( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم أنت الله الملك الحق الذي لا إله إلاّ أنت ، وأنا عبدك [ وأنت ربّي ] ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، ولا يغفر الذنوب إلاّ أنت ، فاغفر لي يا غفور يا شكور. اللهم إنّي أحمدك وأنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب وما وصل إلي من فضلك السابغ ، وما أوليتني به من إحسانك إلي ، وبوّأتني به من مظنة العدل ، وأنلتني من منّك الواصل إلي ، ومن الدفاع عني ، والتوفيق لي والإجابة لدعائي ، حتى أناجيك داعياً ، وأدعوك مضاماً ، وأسألك فأجدك في المواطن كلها لي جابراً ، وفي الأمور ناظراً ، ولذنوبي غافراً ، ولعوراتي ساتراً ، لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الإختبار ، لتنظر ما أقدم لدار القرار ، فأنا عتيقك من جميع الآفات ، والمصائب في اللوازب ، والغموم التي ساورتني فيها الهموم ، بمعاريض أصناف البلاء ، ومصروف جهد القضاء ، لا أذكر منك إلاّ الجميل ، ولا أرى منك غير التفضيل ، خيرك لي شامل ، وفضلك علىّ متواتر ، ونعمتك عندي متصلة ، وسوابق لم تحقق حذاري بل صدّقتَ رجائي ، وصاحبتَ أسفاري ، وأكرمتَ أحضاري ، وشفيتَ أمراضي