عبد الواحد ( عبد الله خ ل ) بن يونس الموصلي بحلب ، قال : حدثنا علي بن محمد بن أحمد العلوي المعروف بالمستنجد ، قال : حدثنا أبو الحسن الكاتب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن علي بن زياد ، قال : قال عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر : بينما نحن عند مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ذات يوم ، إذ دخل الحسن بن علي عليهماالسلام فقال : يا أمير المؤمنين بالباب رجل يستأذن عليك ، ينفح منه ريح المسك ، قال له : ائذن له.
فدخل رجل جسيم وسيم ، له منظر رائع ، وطرف فاضل ، فصيح اللسان ، عليه لباس الملوك.
فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، إنّي رجل من أقصى بلاد اليمن ، ومن أشراف العرب ، ممن انتسب إليك ، وقد خلفت ورائي ملكاً عظيماً ، ونعمة سابغة ، وإنّي لفي غضارة من العيش ، وخفض من الحال ، وضياع ناشئة ، وقد عجمت الأمور ، ودربتني الدهور ، ولي عدوّ مشجٍ وقد أرهقني ، وغلبني بكثرة نفيره ، وقوّة نصيره ، وتكاثف جمعه ، وقد أعيتني فيه الحيل. وإنّي كنت راقداً ذات ليلة حتى أتاني الآتي ، فهتف بي أن قم يا رجل إلى خير خلق الله بعد نبيّه أمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، وعلى آلهما ، فاسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه حبيب الله وخيرته وصفوته من خلقه ، محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلوات الله عليه وعلى آله ، ففيه اسم الله [ الأعظم ] عزّ وجلّ فادع به على عدوك المناصب لك. فانتبهت يا أمير المؤمنين ولم أعوّج على شئ حتى شخصت نحوك في أربع مائة عبد ، إنّي أشهد الله وأشهد رسوله وأشهدك أنّهم أحرار ، وقد أعتقتهم