ابن الوليد ، قال : ( كتب عبد الله بن الزبير إلى ابن عباس في البيعة فأبى أن يبايعه ، فظنّ يزيد بن معاوية أنّه إنّما إمتنع عليه لمكانه ، فكتب يزيد بن معاوية إلى ابن عباس ... ) (١).
ولمّا كانت روايات الرواة لهذا الكتاب تتفاوت في بعض الألفاظ ، فأنا اخترت للقارئ رواية الطبراني التي إختارها الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) ، ونقلتها بلفظه ، لأنّ المطبوع من ( معجم الطبراني ) فيه تصحيف لبعض الألفاظ مخرج للمعنى ، ولم يتنبه إليه محقق الكتاب.
وإليك نسخة ما كتب به يزيد وما أجاب به ابن عباس برواية ( مجمع الزوائد ) بعد تصحيح الأخطاء المطبعية فيه :
قال : ( فكتب يزيد بن معاوية : أمّا بعد ، إنّه بلغني أنّ الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته ليدخلك في طاعته فتكون على الباطل ظهيراً وفي المأثم شريكاً ، فامتنعت عليه ، وانقبضت ، لما عرفك الله في نفسك من حقنا أهل البيت ، فجزاك الله أفضل ما جزى الواصلين عن أرحامهم ، الموفين بعهودهم ، ومهما أنس من الأشياء فلن أنس برّك وصلتك وحسن جائزتك التي أنت أهلها ، في الطاعة والشرف والقرابة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأنظر مَن قبلك من قومك ومن يطرأ عليك من أهل الآفاق ممّن يسحره ابن الزبير بلسانه وزخرف قوله ، فخذّلهم عنه ، فإنّهم لك أطوع ، ومنك أسمع منهم للملحد والخارق المارق والسلام.
____________
١ ـ المعجم الكبير ١٠ / ٢٤١ ط الأوقاف الثانية ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٥٠ ط القدسي.