قال : فكتب إليه عبد الله بن عباس : إنّي لأرجو أن لا يكون خروج الحسين لأمر تكرهه ، ولست أدع النصيحة له فيما يجمع الله به الألفة ، ويطفي به النائرة.
قال : ودخل عبد الله بن عباس على الحسين فكلّمه ليلاً طويلاً ، وقال : أنشدك الله أن تهلك غداً بحال مضيعة ، لا تأتي العراق ، وإن كنت لابدّ فاعلاً فأقم حتى ينقضي الموسم ، وتلقى الناس وتعلم على ما يصدرون ثمّ ترى رأيك ـ وذلك في عشر ذي الحجة سنة ستين ـ ).
قال سبط ابن الجوزي : ( ذكر الواقدي ، وهشام ، وابن إسحاق وغيرهم ، قالوا : لمّا قتل الحسين عليهالسلام بعث عبد الله بن الزبير إلى عبد الله بن عباس ليبايعه وقال : أنا أولى من يزيد الفاسق الفاجر وقد علمت سيرتي وسيرته ، وسوابق أبي الزبير مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسوابق معاوية.
فامتنع ابن عباس ، وقال : الفتنة قائمة وباب الدماء مفتوح ، وما لي ولهذا ، إنّما أنا رجل من المسلمين. فبلغ ذلك يزيد بن معاوية فكتب إلى ابن عباس ... ) (١).
وروى البسوي بسنده عن شقيق بن سلمة ، قال : ( لمّا قتل الحسين بن عليّ بن أبي طالب ثار عبد الله بن الزبير ، فدعا ابن عباس إلى بيعته ، فامتنع ابن عباس وظنّ يزيد بن معاوية أنّ إمتناع ابن عباس تمسكاً منه ببيعته فكتب إليه ... ) (٢).
وروى الطبراني في ( المعجم الكبير ) ـ وعنه الهيثمي ـ بسنده عن أبان
____________
١ ـ تذكرة الخواص / ١٥٥ ط حجرية و ٢٤٧ ط منشورات الشريف الرضي بقم.
٢ ـ المعرفة والتاريخ ١ / ٥٣١ ط الأوقاف ببغداد.