الإسلامية ، تبريراً لما يقوم به معاوية من جرائم وموبقات ، وهم كانوا أعوانه.
قال الشيخ محمد أبو زهرة في كتاب ( المذاهب الإسلامية ) : ( ولقد أدرك ابن عباس أنّ مصدر هذا الإنحراف الفكري هو السلطة وأنصارها ، فخاطبهم خطاباً عنيفاً قال فيه : أتأمرون الناس بالتقوى ، وبكم ضلّ المتقون ... ) ، يشير إلى كتابه الذي كتبه إليهم.
وإلى القارئ نص ما كتب نقلاً عن ( جمهرة رسائل العرب ) ، نقلاً عن ( المنية والأمل ) لابن المرتضى ، وكذلك نقله العلامة التقي التستري في ( بهج الصباحة ) ، كما وقد ذكره ابن تيمية في ( تاريخ الجدل ) ، وعنه في كتاب ( ابن تيمية حياته وعصره ، آراؤه وفقهه ) لمحمد أبو زهرة :
( أما بعد ، أتأمرون الناس بالتقوى ، وبكم ضلّ المتقون ، وتنهون الناس عن المعاصي وبكم ظهر العاصون ، يا أبناء سَلَفِ المقاتلين ، وأعوان الظالمين ، وخزّان مساجد الفاسقين ، وعُمّار سَلف الشياطين ، هل منكم إلاّ مفتر على الله يحمل إجرامه عليه ، وينسبها علانية إليه ، وهل منكم إلاّ من السيف قلادته ، والزور على الله شهادته ، أعلى هذا تواليتم؟ أم عليه قاليتم حظكم منه الأوفر ، ونصيبكم منه الأكثر ، عمدتم إلى موالاة من لم يدع لله مالاً إلاّ أخذه ، ولا مناراً إلاّ هدمه ، ولا مالاً ليتيم إلاّ سرقه أو خانه ، فأوجبتم لأخبث خلق الله أعظم حق الله ، وتخاذلتم عن أهل الحق حتى ذلّوا وقلّوا ، وأعنتم أهل الباطل حتى عزّوا وكثروا ، فأنيبوا إلى الله وتوبوا ، تاب الله على من تاب ، وقَبَلَ من أناب ) (١).
____________
١ ـ جمهرة رسائل العرب ٢ / ٢٥ ، المنية والأمل / ٩ ، بهج الصباحة ٨ / ٢٨٢ ، تاريخ الجدل كما في ابن تيمية حياته وعصره ، آراؤه وفقهه لأبي زهرة / ١٧٦.