وعن طائر لم يبض ولم يحضن عليه طائر؟
وعن اثنين متباغضين أبداً؟
وعن مكان ليس فيه قبلة؟
وعن نفس ماتت وأحيت غيرها؟
وعن أثنين قائمين أبداً؟
وعن اثنين ساعيين أبداً؟
وعن [ أثنين ] مشتركين أبداً؟
فكتب إليه ابن عبّاس :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، من عبد الله بن عباس إلى الرجل السائل الذي سأل تعنّتاً ولم يسأل تفقّهاً ، الذي أضلّه هواه ، وأرداه عماه.
أمّا بعد ، فإنّي مفسّر لك جميع ما سألت ولا قوّة إلاّ بالله.
أمّا الرجل الذي دخل الجنّة ونهى الله عزوجل محمّداً عليهالسلام أن يعمل بعمله ، فهو يونس عليهالسلام ، قال الله تعالى : ( وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ )(١) ، أي مأخوذ بمجرى نفسه.
أمّا الشيء الذي يتكلّم [ و ] ليس له لحم ، فهو النّار ، قال تعالى : ( يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ )(٢).
وأمّا اللّحم والدم الذي لم يلده ذكر ولا أنثى ، فهو آدم عليهالسلام خلقه الله
____________
١ ـ القلم / ٤٨.
٢ ـ قّ / ٣٠.