لقد مرّت جملة وافرة من أجوبة المسائل في إحتجاجاته وفي جوابات كتبه وما بقي أكثر ممّا مرّ ، ولا يسعني الإتيان بالجميع ، لكن هذا لا يمنعني من إختيار بعض ما سئل عنه ، ممّا فيه دلالة على سعة علمه ، ومزيد فضله ، وفي بعض ذلك ما بلغ في إستحسانه أن ذكره الحكماء والعرفاء فضلاً عن الأدباء نحو قوله في جواب :
١ ـ من سأله : أين تذهب الأرواح عند مفارقة الأبدان؟
فقال له : أين يذهب ضوء المصباح عند فناء الأدهان؟
٢ ـ ونحوه في جواب من سأله : أين تذهب الجسوم إذا بليت؟
فقال له : أين يذهب لحمها إذا مرضت؟
فهذه الإجابة استوقفت الحكيم المشهور صدر المتألهين الشيرازي المعروف بملا صدرا ( ت ١٠٥٠ هـ ) إعجاباً بها ، فقال في كتابه ( الحكمة المتعالية ) مفسراً لها : ( وأمّا قول ابن عباس حين سئل وقيل له : ( أين تذهب الأرواح عند مفارقة الأبدان؟ فقال : أين يذهب ضوء المصباح عند فناء الأدهان؟ ) ، فغرضه أنّ ذهاب الروح إلى المقام الذي جاء منه ، فمن علم