لابن آدم أن يصيب دون ذلك ولا يدخل على قلبه الموبقات التي يستوجب بها دار الفاسقين ، ويحول بين الكافر وبين طاعته فلا يصيب من طاعته ما يستوجب ما يصيب أولياءه من الخير شيئاً ، وكان ذلك في العلم السابق الذي ينتهي إليه أمر الله تعالى وتستقر عنده أعمال العباد (١).
٢٩ ـ وأخرج أبو الشيخ ، عن أبي غالب ، قال : سألت ابن عباس رضياللهعنه عن قوله : ( يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ )(٢)؟
قال : قد سبقت بها عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ وصف لهم عن القضاء ، فقال لعمر رضياللهعنه وغيره ممن سأله من أصحابه : ( أعمل فكلّ ميسّر ).
قال : وماذاك التيسير؟
قال : ( صاحب النار ميسّر لعلم النار ، وصاحب الجنة ميسّر لعلم الجنة ) (٣).
٣٠ ـ أخرج أبو الشيخ ، عن الضحاك ، قال : قال لي ابن عباس رضياللهعنه : احفظ عنّي : كلّ شيء في القرآن : ( وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )(٤) ، فهي للمشركين ، فأمّا المؤمنون فما أكثر شفعاءهم وأنصارهم (٥).
٣١ ـ أخرج الحكيم الترمذي ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : لم أر شيئاً أحسن طلباً ولا أحسن إدراكا من حسنة حديثة لسيئة قديمة :
____________
١ ـ الدر المنثور ٣ / ١٧٦.
٢ ـ الأنفال / ٢٤.
٣ ـ نفس المصدر السابق ٣ / ١٧٦.
٤ ـ التوبة / ٧٤.
٥ ـ الدر المنثور ٣ / ٢٦٠.