سمعتُ ما عبته به ، فليس كذلك ، بل هو لكلّ خير أهل ، وأنا أشهدكم ومن حضر (١) أنّى وليّ لابن عفان في الدنيا والآخرةٌ ووليّ أوليائه وعدُوّ أعدائه.
قالوا : فبرئ الله منك يا عدو الله.
قال : فبرئ الله منكم يا أعداء الله. (٢)
____________
١ ـ ابن الأثير : ( حضرني ).
٢ ـ ذكر ابن عبد ربّه الأندلسي في ( العقد الفريد ) خطبة ابن الزبير في الخوارج فقال :
( فنظر بعضهم الى بعض ثم انصرفوا عنه ، وكتب بعد ذلك نافع بن الأزرق الى عبد الله بن الزبير يدعوه الى أمره : أمّا بعد ...
وقد حضرت عثمان يوم قتل ، فلعمري لئن كان قتل مظلوماً فقد كفر قاتلوه وخاذلوه ، وإن كان قاتلوه مهتدين ـ وإنّهم لمهتدون ـ لقد كفر من تولاه ونصره ، ولقد علمت أنّ أباك وطلحة وعليّاً كانوا أشدّ الناس عليه ... وكانوا في أمره بين قاتل وخاذل ، وأنت تتولى أباك وطلحة وعثمان ، فكيف ولاية قاتل متعمد ومقتول في دين واحد ، ولقد ملك ( ولي ) عليّ بعده ، فنفى الشبهات ، وأقام الحدود ، وأجرى الأحكام مجاريها ، وأعطى الأمور حقها فيما عليه وله ، فبايعه أبوك وطلحة ، ثم خلعا بيعته ظالمين له ، وإن القول فيك وفيهما لكما.
قال ابن عباس رحمهالله : إن يكن عليّ في وقت معصيتكم ومحاربتكم له كان مؤمناً لقد كفرتم بقتال المؤمنين وأئمة العدل ، وإن كان كافراً كما زعمتم وفي الحكم جائراً ، فقد بؤتم بغضب من الله بفراركم من الزحف ولقد كنت له عدواً ، وليس له عائباً ، فكيف توليته بعد موته؟ ) ( العقد الفريد ٢ / ٣٩٤ ).
وفي تاريخ ابن الأثير : ( وتفرق القوم ، فأقبل نافع بن الأزرق الحنظلي ، وعبد الله بن صفار السعدي من بنى صريم بن مقاعس ، وعبد الله بن أباض أيضاً من بنى صريم ، وحنظلة بن بيهس ، وبنو الماحوز : عبد الله ، وعبيد الله والزبير من بنى سليط بن يربوع وكلهم من تميم ، حتى أتوا البصرة ، وانطلق أبو طالوت بن زمان بن مالك بن صعب بن علي بن مالك بن بكر ابن وائل ، وعبد الله بن ثور أبو فديك من بنى قيس بن ثعلبة ، وعطية بن الأسود اليشكري إلى اليمامة ، فوثبوا باليمامة مع أبي طالوت ، ثم أجمعوا بعد ذلك على نجدة بن عامر الحنفي ، فأمّا البصريون منهم فإنّهم قدموا البصرة وهم مجمعون على رأي أبى بلال ) ( الكامل في التاريخ ٤ / ١٦٧ ).