عنه ابن عباس ، ويتحملها بحلمه ، رجاء أن يستصلحه بعلمه ، ولكن الذي خبث لا يخرج إلاّ نكداً.
لقد روى الشيخ الطوسي في كتابه ( التبيان ) :
( أنّ نافع بن الأزرق قال لابن عباس : يا أعمى القلب ، يا أعمى البصر ، تزعم أنّ قوماً يخرجون من النار ، وقد قال تعالى : ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا )(١)؟
فقال ابن عباس : ويحك أوما فقهتَ؟ هذه للكفار ) (٢).
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره ، بسنده عن يوسف بن ماهك ، أنّه حدثهم :
( إنّ ابن الأزرق ـ يعني نافعاً صاحب الأزارقة ـ كان يأتي عبد الله بن عباس ، فإذا أفتى ابن عباس ، فيرى هو أنّه ليس بمستقيم ، يقول له : قف من أين أفتيت بكذا وكذا؟ ومن أين كان؟
فيقول ابن عباس : أوقاف مَن كذا وكذا.
حتى ذكر يوماً الهدهد ، فقال : قف كيف تزعم أنّ الهدهد يرى مسافة الماء تحت الأرض ، وقد يذرّ على الفخ التراب فيصطاد؟
فقال ابن عباس : لولا أن يذهب فيقول كذا وكذا فرددت عليه لم أقل شيئاً ، إنّ البصر ينفع ما لم يأت القدر ، فإذا جاء القدر حال دون البصر.
فقال ابن الأرزق : لا أجادلك بعدها في شيء من كتاب الله. أو قال : في شيء ) (٣).
____________
١ ـ المائدة / ٣٧.
٢ ـ التبيان ٣ / ٥١١ ط العلمية بالنجف الأشرف.
٣ ـ تفسير أبي حاتم ٩ / ٢٨٦٠ ط صيدا.