شرذمة [ شرذمة. ب ر ] يحضّهم ويحثّهم إلى أن انتهى إليّ وأنا في كنف من المسلمين ، فقال :
( معاشر المسلمين ، استشعروا الخشية ، وغضّوا الأصوات ، وتجلببوا بالسكينة ، وأكملوا اللامة (١) ، وأقلقوا السيوف في الغمد قبل السلّة ، والحظوا الشزر ، واطعنوا [ الخزر. ب ] ، ونافحوا بالظُبا ، وصلوا السيوف بالخطي ، والرماح بالنبال ، فإنّكم بعين الله [ و. أ ، ب ] مع ابن عم نبيّكم ، عاودوا الكرّ واستحيوا من الفرّ ، فإنّه عار باق في الأعقاب ، ونار يوم الحساب ، فطيبوا عن أنفسكم نفساً [ ر : أنفسا ] ، وأطووا عن الحياة كشحاً ، وامشوا إلى الموت مشياً [ سجحا ]. وعليكم بهذا السواد الأعظم ، والرواق المطنب ، فاضربوا ثبجه ، فإنّ الشيطان عليه لعنة الله راكد في كسره ، نافج حضنيه [ ب ، أ : حضنه ] ، ومفترش ذراعيه ، قد قدّم للوثبة يداً ، وأخّر للنكوص رجلاً ، فصمداً [ أ : فصبرا ] حتى يتجلى لكم عمود [ خ ل : عمد ] الحق وأنتم الأعلون ، والله معكم ، ولن يتركم أعمالكم ).
قال : وأقبل معاوية في الكتيبة الشهباء وهي زهاء عشرة آلاف بجيش [ أ ، ب : جيش ] شاكين في الحديد لا يرى منهم إلاّ الحدق تحت المغافر [ فاقشعرّ لها الناس ] [ فقال عليهالسلام : مالكم. ب ] تنظرون بما [ أ : مما ] تعجبون؟! إنّما هي جثث ماثلة فيها قلوب طائرة مزخرفة بتمويه [ ظ ] الخاسرين ، ورجل جراد زفت به ريح صبا ، ولفيف سداه الشيطان ولحمته
____________
١ ـ اللامة : الدرع.