الضلالة ، وصرخ بهم ناعق البدعة ، وفيهم خَور الباطل وضحضحة المكاثر ، فلو قد مستها سيوف أهل الحق لتهافتت تهافت الفراش في النار ، ألا فسووا بين الركب وعضّوا على النواجذ واضربوا القوانص [ ب : القوابض ] بالصوارم ، وأشرعوا الرماح في الجوانح ، وشدوا فإنّي شادّ. ( حَم ، لاَ يُنصَرُونَ ).
فحملوا حملة ذي يد ( لبد ) فأزالوهم [ عن أماكنهم ( مصافهم ) ، ودفعوهم ب ، ر ] عن أماكنهم ، ورفعوهم عن مراكزهم [ ر : مراكبهم ] ، وارتفع الرهج وخمدت الأصوات ، فلا يسمع [ أ : تسمع ] إلاّ صلصلة الحديد وغمغمة الأبطال ، ولا يُرى إلاّ رأس نادر أو يد طائحة. وأنا كذلك إذ أقبل أمير المؤمنين عليهالسلام من موضع يريد يتحال [ ب : يتحاك ] الغبار وينفض [ ب : ينفذ ] العلق عن ذراعيه ، سيفه يقطر الدماء وقد انحنى كقوس نازع! وهو يتلو هذه الآية : ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ )(١).
قال : فما رأيت قتالاً أشد من ذلك اليوم.
يا بني إنّي أرى الموت لا يقلع ، ومن مضى لا يرجع ، ومن بقي فإليه ينزع ، إنّي أوصيك بوصية فاحفظها [ ر ، أ : فاحفظني ] واتق الله وليكن أولى الأمور بك الشكر لله في السر والعلانية ، فإنّ الشكر خير زاد ) (٢).
____________
١ ـ الحجرات / ٩.
٢ ـ تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي / ٤٣١ ـ ٤٣٢ ، بتحقيق محمد الكاظم.