العاص : كنت أكتب كلّ شيء أسمعه من رسول الله ، فنهتني قريش ، وقالوا : تكتب كلّ شيء من رسول الله؟ ورسول الله بشر يتكلّم في الغضب والرضى ، فأمسكت عن الكتابة ، فذكرت ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأومأ إلى فيه وقال : « اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلاّ الحقّ » (١).
س ١٣ ـ متى بدأتَ بمنع كتابة الحديث؟
ج ـ بدأتُ بمنع كتابة الحديث منذ كان رسول الله على فراش الموت ، فمنعته من كتابة كتاب يعصم الناس من الضلالة; لأنّي علمت أنّ رسول الله سوف يذكر عليّاً.
وبعدها أشرتُ على أبي بكر بمنع الحديث ، فحرق أبو بكر ما كان عنده من الحديث ، وقد بلغ خمسمائة حديث ، وأمر الناس إن اختلفوا أن يعودوا لكتاب الله ويدعوا حديث الرسول ، ولكنّه ترك ما بأيدي الناس من كتب.
ولكن عندما وصلت الخلافة لي أمرتُ الناس بعدم رواية الحديث ، وهدّدت بالضرب كلّ من أكثر من رواية الحديث ، وقد خطبت الناس يوماً قائلا : أيّها الناس ، إنّه بلغني أنّه قد ظهرت في
____________
١ ـ مسند أحمد ٢ : ١٦٢ ، سنن الدارمي ١ : ١٢٥ ، سنن أبي داود ٢ : ١٧٦ ، فتح الباري ١ : ١٨٥ ، المستدرك ١ : ١٠٥ وغيرها من المصادر.