وهذا يفتح علينا السؤال التالي :
س ١٤ ـ وهل اكتفيتَ بذلك ، أم كان لك تصرّف آخر؟
ج ـ لمّا أعيتني الحيلة بالرغم من تهديدي ووعيدي وحرقي لكتب الأحاديث ، بقي بعض الصحابة يُحدّثون بما سمعوا من رسول الله عندما يلتقون في أسفارهم خارج المدينة بالناس الذين يسألونهم عمّا سمعوه من رسول الله ، فرأيت أن أحبس هؤلاء النفر في المدينة وضربت عليهم حصاراً وإقامة جبريّة (١).
س ١٥ ـ وهل أدّى الحجز ومنع الحديث من كفّ الناس عن التحدّث بحديث رسول الله؟
ج ـ إنّ منعي لرواية الحديث لم يكن ليعطي النتيجة المطلوبة ، إلاّ إذا استعضت ، عن رواية الحديث بشيء آخر يشغل المسلمين عنه وخاصّة عند اجتماعهم بعد الصلاة ، فإنّهم كانوا يتذاكرون ويتحدّثون
____________
١ ـ توضيح : وروى ابن إسحاق عن عبدالرحمن بن عوف قال : « والله ما مات عمر حتى بعث إلى أصحاب رسول الله من الآفاق : عبدالله بن حذيفة وأبي الدرداء وأبي ذر الغفاري وعقبة بن عامر فقال : ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق.
قالوا : تنهانا؟
قال : لا ، أقيموا عندي ، لا والله لا تفارقوني ما عشت » كنز العمال ١٠ : ٢٩٣ ، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ٤٠ : ٥٠٠.