بحديث رسول الله ، لذلك كلّفت تميم بن أوس الدارمي (١) أن يجلس لهم بعد الصلاة من كلّ يوم ليفسّر لهم القرآن بما عنده من علم أهل الكتاب ، أي يفسر القرآن بالإنجيل والتوراة ، وكنت أجالس كعب الأحبار (٢) ووهب بن منبه (٣) ، وآخذ عنهم بعض الأخبار.
____________
١ ـ تميم بن أوس الداري : كان راهباً نصرانياً ، قدم المدينة بعد غزوة تبوك وأظهر الإسلام ، وفي عصر الخليفة الثاني عمر قرّبه وألحقه بأهل بدر في العطاء ، وخصص له ساعة في كل أسبوع يتحدّث فيها قبل الصلاة من يوم الجمعة بمسجد الرسول ، وجعلها عثمان على عهده ساعتين في يومين ، وقد بلغ من ثقة الخليفة عمر به أن عيّنه إماماً يصلّي بالناس صلاة التراويح. وبقي تميم الدارمي في المدينة إلى أن قتل عثمان ، فانتقل إلى الشام وعاش في كنف معاوية ومات سنة أربعين للهجرة ، روى عنه جماعة من الصحابة أمثال : أنس بن مالك ، وأبي هريرة ، ومعاوية ( معالم المدرستين ، مرتضى العسكري ٢ : ٤٨ ـ ٤٩ ).
٢ ـ كعب الأحبار : كان من أحبار اليهود ، أظهر الإسلام على عهد الخليفة عمر ابن الخطّاب ، وطلب من عمر البقاء في المدينة ، وبواسطته وأمثاله تسرّبت إلى الحديث طائفة من أقاصيص اليهود والإسرائيليات ، وكان بعض الصحابة يسألونه عن مبدأ الخلق وقضايا المعاد وتفسير القرآن : وروى عنه أنس بن مالك ، وأبو هريرة ، ومعاوية ، وعبدالله بن عمر ، وعبدالله بن الزبير ، وأسلم مولى عمر ، وعطاء بن يسار ، وقد روى عنه الترمذي وأبو داوود والنسائي ( أضواء على السنّة المحمديّة ، محمود أبو رية : ١٤٦ ).
٣ ـ وهب بن منبه : كان فارسي الأصل ، هاجر جده إلى اليمن ، وهناك أخذ آباؤه