ولكن سؤال مستفهم ، وناقل الكفر ليس بكافر فبعد الإذن منك ، يقول إخواني من المسلمين بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يوصِ لك بشيء ، ويستدلون على ذلك بحديث أُمّ المؤمنين عائشة وهي كما يقولون أحبّ زوجاته إليه وأفضلهن تقول : لقد رأيت النبيّ وإنّي لمسندته إلى صدري فدعا بالطست ، فأنخنث فمات .. فكيف أوصى إلى عليّ؟ (١)
ج ـ أوّلا : إنّ لأُمّ المؤمنين عائشة فضلها ومنزلتها ، غير أنّها ليست بأفضل أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وكيف تكون أفضل مع ما صح عنها إذ قالت : « ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، خديجة ذات يوم فتناولتها ، فقلت : عجوز حمراء الشدقين ، قد أبدلك الله خيراً منها.
قال : ما أبدلني الله خيراً منها ، لقد آمنت بي حين كفر بي الناس ، وصدّقتني حين كذّبني الناس ، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس ، ورزقني الله ولدها وحرمني ولد غيرها » (٢).
وقالت غير مرّة : « كان رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يكاد يخرج من البيت
____________
١ ـ صحيح البخاري ٥ : ١٤٣ ، كتاب المغازي ، باب مرض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
٢ ـ الاستيعاب لابن عبدالبر ٤ : ١٨٢٤ ، مجمع الزوائد للهيثمي ٩ : ٢٢٤ وقال : « رواه أحمد وإسناده حسن » ، الإصابة لابن حجر ٨ : ١٠٣ ، وغيرها من المصادر.