حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلاّ عجوزاً ، قد أبدلك الله خيراً منها ، فغضب حتى أخذ مقدم شعره من الغضب.
ثم قال : لا والله ما أبدلني الله خيراً منها ، آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء ... ) (١).
وربما كانت ترى أنّها أفضل من غيرها ، فلا يقرّها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كما اتفق هذا مع أم المؤمنين صفية بنت حيي ، إذ دخل النبيّ صلىاللهعليهوآله عليها وهي تبكي ، فقال لها : « ما يبكيك »؟
قالت : بلغني أنّ عائشة وحفصة تنالان منّي ، وتقولان : نحن خير من صفية.
قال صلىاللهعليهوآله : « ألا قلت لهن : كيف تكّن خيراً منّي ، وأبي هارون ، وعمّي موسى ، وزوجي محمّد » (٢).
____________
١ ـ مسند أحمد ٦ : ١١٧ ، مجمع الزوائد للهيثمي ٩ : ٢٢٤ ، المعجم الكبير للطبراني ٢٣ : ١٣ ، الإصابة لابن حجر ٨ : ١٠٣ ، الوافي بالوفيات للصفدي ١٣ : ١٨٢ ، الاستيعاب لابن عبد البرّ ٤ : ١٨٢٤ ، أسد الغابة لابن الأثير ٥ : ٤٣٥.
٢ ـ سنن الترمذي ٥ : ٣٦٧ ، الاصابة لابن حجر ٨ : ٢١١ ، الاستيعاب لابن