والذي نفسي بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها فقيل له : يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة الزهراء؟ فقال عمر : وإن!! فخرج من كان بالدار إلاّ أنا.
ووقفت فاطمة ، فقالت : لا عهد لي بقوم أسوأ محضراً منكم ، تركتم رسول الله جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقّنا.
وعندما حاولوا إخراجي بالقوة من الدار نادت بأعلى صوتها :
« يا أبت يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة » (١).
والخلاصة : فعندما قدمت على أبي بكر قال عمر : بايع.
فقلت : أنا أحقّ بهذا الأمر منكم لا أُبايعكم ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبيّ صلىاللهعليهوآله وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً؟
ألستم زعمتم للأنصار أنّكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمّد منكم فأعطوكم المقادة وسلّموا الإمارة ، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار ، نحن أولى برسول الله حيّاً وميّتاً فأنصفونا إن كنت تؤمنون ، وإلاّ فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون.
____________
١ ـ الإمامة والسياسة ١ : ٣٠.