هاشم ولما وصلت إلى قريش ، لذلك أزاحوا الأمر عنكم ، فما قولك في ذلك؟
ج ـ نعم ، لقد صرّح عمر بن الخطّاب بذلك لابن عباس في حوار دار بينهما قائلا : إنّ قريشاً قد كرهت أن تجمع لنا النبوّة والخلافة فنجحف على قومنا بجحاً بجحاً ، وهم يعلمون بأنّ رسول الله قد قال : ( أنا سيّد النبيّين وعليّ سيّد الوصيّين ، وإنّ أوصيائي بعدي اثنا عشر ، أوّلهم عليّ وأخرهم القائم المهدي ) (١).
لذلك أرادوا صرفها عنا ، وذلك لأنّ قريشاً كانت تنظر إلى الخلافة نظرة الرياسة والزعامة والقيادة ، وبنظرة جاهليّة قبليّة ، وقد توحّدت بطون قريش لوجود صراع قديم بين أُميّة وهاشم ، فقد ساد هاشم بعد أبيه ، فحسده أُميّة بن أخيه عبد شمس ، فتكلّف أن يصنع ما يصنع هاشم ، وقالوا : أنت تتشبه بهاشم وعجز عن مجاراته ، فعيّرته قريش ، فدعا هاشماً للمنافرة في نفر ونزلوا على الكاهن الخزاعي ، فقال الكاهن قبل أن يخبروه خبرهم : والقمر الباهر ، والكوكب الزاهر ، والغمام الماطر ، وما بالجو من طائر ، وما اهتدى بعلم مسافر ومن منحدر غائر ، لقد سبق هاشم أُميّة إلى المفاخر ... فبعد هذا عاد هاشم إلى مكّة ونحر الإبل وأطعم الناس ، وخرج أُميّة إلى الشام فأقام فيها
____________
١ ـ ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ٢ : ٣١٦.