عشر سنين ، فكانت هذه أوّل عداوة بينهما وتوارثها بنوهم بعد ذلك (١).
وكان يقال لهاشم وإخوانه عبد شمس والمطلب ونوفل : أقداح النضار. ويقال لهم : المجبرون ، لكرمهم وفخرهم وسيادتهم على العرب.
فقد حاز قصي شرف مكّة ، فكان بيده السقاية والرفادة والحجابة والندوة واللواء ، وإنّ أكبر أولاد قصي عبد الدار ، إذ شرف بزمان أبيه وذهب شرفه كلّ مذهب ، ثمّ صارت السقاية لعبد المطلب ، ومن بعده لأبي طالب ، والقيادة كانت لعبد مناف ، ومن بعده لولده عبد شمس ، ثمّ لابنه حرب ، ثمّ لابنه أبي سفيان ، فكان يقود الناس في غزواتهم ، ودار الندوة في يد عبد الدار ، وقصي هو جماع قريش لذلك سمّي مجمعاً (٢).
وكان الأمويون يعتقدون بأنّ مقاليد الأُمور بأيديهم ، وهم أصحاب الملك ، أليست القيادة في أيديهم؟
وفي أحسن الظروف ، فإنّ بني هاشم وبني المطلب من جهة ، وبني أُميّة وبني نوفل من جهة أُخرى ، كانا كفرسي رهان يتعاوران
____________
١ ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ١ : ٧٦.
٢ ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ١ : ٢.