ابني الذي فصل عن جسده وأُحضر إليه في دمشق أنشد قائلا :
ليت أشياخي ببدر شـهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
قد قتلنا القرن من ساداتهم |
|
وعدلنا ميل بدر فاعتدل |
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزل |
لست من خندف إن لم انتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل |
وانظر إلى جدّته هند أم معاوية زوجة أبي سفيان ، تأمر بقتل حمزة غدراً ، ولا تكتفي بالقتل بل تشقّ صدر حمزة عمّ النبيّ وأسد الله وتتناول كبده وتحاول أكلها من شدّة الحقد.
وقد رفضت الزعامة الأمويّة الدين المحمدي ونبوّة محمّد بالذات; لأنّها تكره أن يأتي هذا الدين عن طريق بني هاشم.
وعندما فوجئ أبو سفيان بجند الله قرب مكّة ، وذلك حينما أوقفه العباس ليرى جند الله ، فدخل الرعب في قلبه ، وأفصح قائد حزب الطلقاء عن حقيقة تصوراته لدعوة محمّد صلىاللهعليهوآله ، فيقول : ما رأيت ملكاً مثل هذا ، لا ملك كسرى وملك قيصر ولا ملك بني الأصفر.
إذاً هو لا ينظر إلى النبوّة والدين بل إلى ملك!
وجرّه العباس إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فيقول : « ويحك يا أبا سفيان ألم يئن لك أنّ تعلم أنّه لا إله إلاّ الله »؟
فقال أبو سفيان : بأبي أنت وأُمّي ما أحلمك وأكرمك ، لقد ظننت