أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ) (١).
ممّا جعل لأبي سفيان مصلحة بالوقوف ولو مؤقتاً مع السلطة القائمة ، وخاصة بعد أن تركوا ما بيده من الصدقات ، وعيّنوا ابنه يزيد قائداً عاماً للجيش الذاهب إلى الشام ومعاوية قائداً آخر في الجيش نفسه تحت إمرة يزيد.
وأمّا ما فعلوه بزعمهم أنّه من قبيل حفظ الشرع وعدم وقوع الفتنة كما صرّح عمر; لأنّه كما يرى بأنّ قريش تأبى أن تجمع لبني هاشم النبوّة والخلافة خوفاً من إجحافهم ، ولكنّهم وقعوا في أشدّ من ذلك لكي يبعدوني ويبعدوا بني هاشم عن الخلافة ، فقد أحرقوا سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله المكتوبة ، ومنعوا من رواية الحديث وقالوا : حسبنا كتاب الله.
وعندما طالبتهم فاطمة عليهاالسلام بإرثها واستشهدت عليهم بكتاب الله نبذوه وراء ظهورهم واستشهدوا عليها بحديث لم يسمعه أحد من قبلهم وهو قولهم : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « نحن معاشر الأنبياء لا نورث ».
فهم رفضوا سنّة رسول الله أن يحدّث فيها أحد لأنّ فيها الوصيّة لي ، وكان ذلك تمسّكاً بحديث موضوع ، فهم ينظرون إلى مصلحتهم
____________
١ ـ آل عمران : ١٤٤.